بفضل دعم دولة الإمارات العربية المتحدة، تمكّن برنامج الأغذية العالمي من نقل شحنة من البسكويت عالي الطاقة المنقذ للحياة جواً من مستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية التابع له في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى بانغي في جمهورية أفريقيا الوسطى.

تم تسيير الطائرة المحملة بأكثر من 52 طناً مترياً من البسكويت ذي القيمة الغذائية العالية، بناء على طلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، ما يكفي من الغذاء لتوفير حصص المساعدات الطارئة لنحو35,000 مستفيد على مدى شهرين من أغسطس وحتى سبتمبر.

وتواجه جمهورية أفريقيا الوسطى إحدى أشد الأزمات الإنسانية في العالم بسبب سنوات من النزاع المستمر. ونتيجة لهذا النزاع، لا يزال مئات الآلاف من الأشخاص يعانون من النزوح وانعدام الأمن الغذائي الحاد. ويذكر أن مجموع الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد يبلغ 2.36 مليون شخص (أي ما يمثل 51 بالمائة من عدد السكان البالغ 4.59 مليون نسمة).

ويوفر البسكويت عالي الطاقة الذي لا يحتاج إلى تحضير طريقة سريعة وسهلة للاستجابة للاحتياجات الغذائية الأساسية للمحتاجين إلى المساعدة في حالات الطوارئ. وتعتبر الوجبات الخفيفة المغذية كالبسكويت عالي الطاقة مكملاً مهماً للأطعمة الأخرى حيث يشكل الجوع القصير الأجل أو التنوع التغذوي مصدراً للقلق. ويمكن توزيع هذه الوجبات كحصص منقذة للحياة في الأيام الأولى لحالة الطوارئ، عندما تفتقر المجتمعات المتضررة إلى إمكانية الوصول إلى الأطعمة الأساسية ومرافق الطهي وتعتمد على المنتجات الجاهزة ذات السعرات الحرارية العالية لإبقائها على قيد الحياة إلى حين توفر الوجبات الكاملة.

وفي تصريح له، قال معالي محمد إبراهيم الشيباني، رئيس اللجنة العليا للإشراف على المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أن “هذه الاستجابة من برنامج الاغذية العالمي بالشراكة مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية هي مثال حي على الدافع وراء رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي التي وجهت بإنشاء المدينة. وانطلاقاً من هذه الرؤية، تسعى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى استضافة الأشخاص والمنظمات الذين يخدمون المحتاجين وتسهيل عملهم ومساعدتهم حتى يتمكنوا من العمل سوياً كقوة واحدة من أجل خير البشرية”.

ويواجه توفير المساعدات الإنسانية لجمهورية أفريقيا الوسطى تحديات متعددة بسبب بيئة التشغيل المعقدة والعراقيل أمام سلسلة التوريد بالإضافة إلى تأثير جائحة كوفيد- 19. فقد أثرت الأخيرة بشكل كبير على قطاع النقل وتسببت في تأخير توصيل الأغذية إلى البلاد. كما أدى إغلاق الحدود مع الدول المجاورة إلى نقص المواد الغذائية الأساسية وارتفاع الأسعار. ويذكر أن الطرق تصبح غير سالكة في جمهورية أفريقيا الوسطى خلال موسم الأمطار (في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر)، مما يحد بشكل أكبر من قدرة برنامج الأغذية العالمي على الاستجابة للنقاط الساخنة المحتملة التي يشعلها فتيلها النزاع والفيضانات. ويساعد التخزين المسبق للبسكويت عالي الطاقة كمكمل غذائي يمكن استهلاكه على الفور في المناطق التي تنقطع سبل الوصول إليها بسبب الأمطار أو الفيضانات برنامج الأغذية العالمي لضمان حصول الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة على الأطعمة التي يمكن استهلاكها بسهولة.

من جهته، قال كريس نيكوي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لغرب ووسط أفريقيا أن “جمهورية أفريقيا الوسطى تمر في أزمة إنسانية شديدة وهناك حاجة لتوفير المساعدات العاجلة والمتواصلة للأسر الضعيفة”. وأضاف قائلاً: “نحن نرحب بدعم حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يسهل نقل إمدادات الطوارئ الحيوية. سيمكننا هذا الجسر الجوي من تجنب التأخيرات المحتملة التي من شأنها أن تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية البالغة الأهمية”.

والجدير بالذكر أن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية تستضيف أكبر مستودع من مستودعات الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في العالم، مستفيدة بذلك من موقع دولة الإمارات الذي لا مثيل له كبوابة لوجستية ومركز تجاري يربط جميع أنحاء العالم. ويتمتع المستودع بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعد بين أكبر الجهات المانحة لبرنامج الأغذية العالمي في العالم.