اختارت ” جائزة الشيخ زايد للكتاب ” صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ” رعاه الله ” .. شخصية العام الثقافية لدورتها التاسعة / 2015 – 2016 /.

جاء الإعلان عن اختيار سموه خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في ” فندق قصر الإمارات ” في أبوظبي بحضور سعادة جمعة القبيسي عضو مجلس أمناء الجائزة المدير التنفيذي لدار الكتب الوطنية.

وتقدم معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب.. بأسمى معاني التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة اختياره ” شخصية العام ” في الدورة التاسعة لجائزة الشيخ زايد للكتاب.

وأكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان..أن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شخصية العام هو فخر لجائزة الشيخ زايد للكتاب لأنه تكريم لشخصية كرست جل جهودها للارتقاء بالدولة والمجتمع والنهوض بهما في إطار رؤية حكيمة وازنت بين الحفاظ على هوية المجتمع وصلته بالجوانب المشرقة والخلاقة في الموروث والانفتاح على العصر وعلومه ومعطياته المعرفية والثقافية.

وقال ” لقد وافق هذا الاختيار أهله ذلك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائد ذو إسهامات فذة وإنجازات جمة ووصلت روح الابتكار والإبداع لديه آفاقا غير مسبوقة في مختلف أبعاد العطاء المعرفي والمجتمعي والإنساني والإبداعي على المستويين العربي والعالمي”.

ورفع رئيس وأعضاء مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب وأمينها العام أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله ” على دعمه ورعايته الكريمة هذه الجائزة العالمية.

وتقدموا بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لمتابعته الدؤوبة الجائزة ودعمه المستمر لتطورها.

من جانبه رفع الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب ..

أسمى آيات التهنئة إلى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتسميته ” شخصية العام ” .. مؤكدا أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعتز باختيارها هامة وطنية وعالمية استثنائية هي شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتكون شخصية العام 2015.

وقال أمين عام الجائزة إن مجلس الأمناء وهيئة الجائزة العلمية رأيا في حيثيات منح الجائزة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو واحد من أبرز صناع التحول في مختلف حقول التنمية الثقافية ولا تزال بصمته الفريدة وجهوده الحثيثة تمتد إلى ربوع الأرض كافة تثري الثقافة العربية إبداعا وفكرا وتنشر روح التسامح وقيم الأصالة والتعايش السملي وتبث الطاقة الإيجابية والأمل وتشجع على التميز والريادة في شتى المجالات.

وأضاف الدكتور علي بن تميم .. أن شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاستثنائية وإنجازاته الثقافية والإنسانية رسخت حضورها في العالم أجمع وباتت مصدر إلهام واقتداء وهي شخصية قيادية بامتياز تستلهم الرؤى الحكيمة للراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي تتشرف الجائزة بحمل اسمه.

وأشار أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى صعوبة حصر السمات الأصيلة التي تجمعها شخصية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أو تعداد إنجازاته الجلية في شتى الميادين موردا بعض الحيثيات التي خلص مجلس أمناء الجائزة وهيئتها العلمية .. مؤكدا أنها لا تمثل إلا جزءا يسيرا من سيرة سموه الثقافية والنهضوية والتنموية ..

وأول الحيثيات هي .. العمل على وضع الخطط الاستراتيجية لاستمرارية التنمية المستدامة وتعزيز دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص وهو واحد من صناع التحولات التي يلمس آثارها ونتائجها مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمون فيها من شتى بقاع المعمورة.

ثانيا .. إطلاق “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم” التي نهضت بدور فاعل في مجالات عديدة من خلال ما صدر عنها من مبادرات معرفية هادفة أدى الكثير منها الدور المنشود من ورائها في حين تطور بعضها إلى مشاريع أكثر ابتكارا وبمسميات جديدة تسهم بتعزيز مكانة دولة الإمارات على الخارطة المعرفية العربية والدولية.

ثإلثا .. إطلاق العديد من المبادرات والأفكار التي شكلت نموذجا خاصا لرجل البناء والتنمية المتفاعل بصورة إيجابية مع واقعه القادر على مخاطبة الشباب بروح عصرهم ولغتهم وتقديم الآفاق المفتوحة لهم ومحاورتهم وتقديم نموذج للتنمية يستطيع أولئك الشباب التفاعل معه.

رابعا .. الحرص على منح المرأة العربية عموما والإماراتية خصوصا المكانة التي تستحقها حيث باتت تشعر بأهميتها سواء على المستوى الحكومي التنفيذي أو الإبداعي أو الثقافي العام وكان من شأن ذلك منحها ثقة بالنفس يشعر بها العالم أجمع وهو ما يمنح الإمارات تمايزها الخاص أمام العالم كدولة لا تعرف التمييز بمختلف أشكاله بما في ذلك التمييز القائم على أساس الجنس.

خامسا .. الاهتمام بكافة الشرائح الاجتماعية في المجتمع الإماراتي وسعيه للنهوض بها ومن أبرزها حرصه على صون حقوق الطفل من خلال اعتماد “قانون وديمة”.

سادسا .. رعاية مجموعة من المشروعات الفاعلة والمستمرة ذات الصلة بالهوية الحضارية للمجتمع الإماراتي ومن أبرزها ميثاق اللغة العربية ورعاية الطلبة المبدعين في اللغة العربية وإطلاق كلية للترجمة وإنشاء معهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها إضافة إلى توجيهه باعتماد اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية وفي جميع الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور وإطلاق جائزة خاصة باللغة العربية.

سابعا .. إطلاق ” القمة الحكومية ” التي سرعان ما تحولت إلى منصة عالمية سنوية لتلاقي صناع القرار والسياسات والخبراء والمهتمين بتحقيق تقدم نوعي في عمل الحكومات ووضع أسس ومعايير تقديم خدمات حكومية مبتكرة للوصول إلى الجيل الجديد من حكومات الغد التي تحقق تطلعات واحتياجات المواطنين.

ثامنا .. إطلاق المبادرات الهادفة لتعزيز الهوية الوطنية من خلال حث الشباب على قراءة تاريخهم والاطلاع على أهم الحضارات التي نشأت على أرضهم وهي مبادرات تعزز الجهود الرامية للتعريف بالموروث الحضاري وتوثيقه وصونه والحفاظ عليه وإتاحة الفرص أمام الشباب للاطلاع على مكوناته والتعمق في دراسته كونه يشكل جزءا من الهوية الوطنية.

تاسعا .. رعاية الموهوبين والعمل على إطلاق العنان لطاقات الشباب وصناعة القيادات وتدريبها وتأهيلها والحرص على الانفتاح على التجارب الحضارية العالمية والتي تجسدت في دعمه اللامحدود لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة “معرض إكسبو الدولي 2020 ” في دبي الذي ينظم تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل “.

عاشرا .. إطلاق استراتيجية “المدينة العالمية للخدمات الإنسانية” في دبي للفترة 2015 – 2021 تأكيدا على استمرارية جهود دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله ” كمنبع للخير والعطاء الإنساني.

**********———-********** ومن المقرر أن يقام حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب يوم / 11 / من شهر مايو 2015 على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز أبوظبي الدولي للمعارض.

يذكر أن جائزة ” شخصية العام الثقافية ” هي جائزة تقديرية تمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة على المستوى العربي أو الدولي تتميز بإسهام واضح في إثراء الثقافة العربية أو العالمية إبداعا أو فكرا على أن تتجسد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة والتسامح والتعايش السلمي.

وفاز بجائزة شخصية العام الثقافية في دورتها الثامنة لعام / 2013 – 2014 / الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين.. فيما نال الجائزة في دورتها السابعة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف .. كما فاز بالجائزة في دورتها السادسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو” كشخصية اعتبارية.

وفاز بالجائزة في دورتها الخامسة المستعرب تشونج جي كون من جمهورية الصين الشعبية.. فيما نالها في دورتها الرابعة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة..كما فاز المستعرب الإسباني الكبير بدرو مارتينيز مونتافيز بجائزة شخصية العام الثقافية بدورتها الثالثة في عام 2008 – 2009.

*** وقالت جائزة الشيخ زايد للكتاب في بيانها اليوم بشأن تسمية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شخصية العام الثقافية للجائزة في دورتها التاسعة.. إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ” رعاه الله ” يعد شخصية فاعلة وواسعة التأثير ليس على مستوى دولة الإمارات وحدها بل على المستويين الإقليمي والدولي و يعود ذلك إلى الرؤية الفريدة التي يمتلكها وما حققه من إنجازات كبرى على شتى الصعد.

وأضاف البيان .. أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كرس جل جهوده للارتقاء بالمجتمع والنهوض به في إطار رؤية تقوم على ركيزتين أساسيتين تتمثلان في .. الحفاظ على هوية المجتمع وصلته بالجوانب المشرقة والخلاقة في الموروث والانفتاح على العصر وعلومه ومعطياته المعرفية والثقافية .. وهو ما سبق للراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – أن وضع أسسه خلال إرسائه دولة الاتحاد وواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله ” البناء عليه ضمن مسيرة التطوير والتحديث والسير في دولة الإمارات نحو التميز والرفعة كي تظل تحيا عصرها بكرامة ورخاء وتبقى عزيزة ومقتدرة في إطار رؤية تعي المتغيرات الدولية المتسارعة في كل الميادين.

وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عمل على وضع الخطط الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص.. فهو واحد من صناع التحولات التي يلمس آثارها ونتائجها مواطنو الإمارات والمقيمون فيها من شتى بقاع المعمورة.

ولعل مقولته الشهيرة ” إن الإمارات لا تجسد حالة دولة في العالم وإنما هي أقرب لحالة العالم في دولة ” .. هي أصدق تعبير عن منظوره الإنساني المتفتح عبر الإشارة إلى التعدد والتنوع في المجتمع الإماراتي وما يسود هذا المجتمع من توافق اجتماعي وتسامح ديني وانفتاح ثقافي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وأوضحت الجائزة في بيانها أن ” مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ” نهضت بدور واضح في هذا المجال من خلال ما صدر عنها من مبادرات معرفية مثل ” مهرجان دبي الدولي للشعر ” و” برنامج ترجم واكتب ” و برنامج حاضنات الأعمال” في الدول العربية و برنامج ” البعثات الجامعية ” لابتعاث الطلبة العرب إلى أرقى الجامعات في العالم وغيرها العديد من المبادرات الهادفة التي تطورت إلى مشاريع أكثر ابتكارا وبمسميات جديدة تسهم بتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على الخارطة المعرفية العربية والدولية.

وقال البيان .. لذلك فإن جائزة الشيخ زايد للكتاب بمجلس أمنائها وهيئتها العلمية اختارت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للفوز بجائزة شخصية العام في الدورة التاسعة للجائزة..ويستند هذا الاختيار إلى إنجازاته الكبيرة وفيما يلي بعض منها ..

** أولا- الإجابة على تحديات الواقع الراهن ودور الشباب .. تمثل تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ورؤيته التي يترجمها من خلال العديد من المبادرات أو الأفكار نموذجا خاصا لرجل البناء والتنمية المتفاعل بصورة إيجابية مع واقعه ولعل من أبرز ملامح شخصية سموه القيادية قدرته على مخاطبة الشباب بروح عصرهم ولغتهم وتقديم الآفاق المفتوحة لهم ومحاورتهم وتقديم نموذج للتنمية يستطيع أولئك الشباب التفاعل معه.

وألقى هذا الملمح الأساسي في شخصية سموه الضوء في المقام الأول على الطاقة الشبابية ومنح الشباب الدور الأساسي في عملية التنمية مقدما لهم الفرص المختلفة للحوار والإبداع والعصف الذهني .. هذا المنجز أو هذا الإرث الحي حققته رؤية سموه في مجالات الثقافة والمعرفة والاجتماع والإعلام وسوى ذلك من مجالات حيث تمكن من جعل الشباب قوة فاعلة فيها حتى بدا بوضوح أن تجربة الإمارات في هذا المجال تتمتع بكثير من الخصوصية التي تؤكد أن التنمية عملية متكاملة يصنعها المجتمع بجميع أفراده وفئاته ويؤدي فيها الشباب دورا رئيسا وليس هامشيا على الإطلاق.

ولا بد هنا من التوقف عند منح المرأة العربية عموما والإماراتية خصوصا المكانة التي تستحقها.. فباتت هذه المرأة تشعر بأهميتها سواء على المستوى الحكومي التنفيذي أو الإبداعي أو الثقافي العام وكان من شأن ذلك منح المرأة الإماراتية ثقة بالنفس يشعر بها العالم أجمع وهو ما يمنح الإمارات تمايزها الخاص أمام العالم كدولة لا تعرف التمييز بمختلف أشكاله بما في ذلك التمييز القائم على أساس الجنس ولعل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تشكيل “مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين” في فبراير 2015 خير دليل على حرصه ودعمه للجهود الرامية إلى تفعيل دور المرأة كشريك أساسي في بناء المجتمع وصنع المستقبل.

**********———-********** إن هذا كله هو مما يسجل للتاريخ لكنه يتخذ أهمية مضاعفة في وقتنا الراهن المتسم بالتحدي المعرفي والثقافي والاجتماعي وتشتت الهوية في بعض الأقطار العربية والتجربة التي سجلها الشيخ محمد بن راشد في هذا المجال ذات أهمية استثنائية إذ أنها تقدم أفقا التقدم والتنمية.

** ثانيا – على المستوى المعرفي .. يرعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجموعة من المشروعات الفاعلة والمستمرة ذات الصلة بالهوية الحضارية للمجتمع الإماراتي ومن أبرزها .. ميثاق اللغة العربية حيث يقول “إن اللغة أداة الفكر ووعاء الثقافة وأنها المعبرة عن القيم والأصالة والجذور العربية والإسلامية ولا بد للأبناء أن يرتبطوا بثقافتهم ومجتمعهم “.

ويرى أن اللغة العربية هي “لغة حية غنية نابضة بالحياة بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفي عام وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل وإن المساهمة في الحفاظ عليها قيمة إسلامية وفريضة وطنية وترسيخ للهوية والجذور التاريخية “.

وأطلق سموه مجموعة من المبادرات المعرفية الفاعلة في هذا الصدد تبين في مجموعها رؤيته القائمة على إدراك طبيعة العصر وأدواته وما ينطوي عليه من ثورة معرفية لخدمة اللغة العربية بوصفها وعاء معرفيا ومرتكزا من مرتكزات الهوية الثقافية حيث يقول “إن خدمة اللغة العربية شرف لنا وواجب علينا وحمايتها حماية لفكرنا وهويتنا وثقافتنا”.

واشتملت هذه المبادرات على رعاية الطلبة المبدعين في اللغة العربية وإطلاق كلية للترجمة وإنشاء معهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها إضافة إلى توجيهه باعتماد اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية وفي جميع الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور وإعطاء الأولوية لها في المواد الإعلامية المعروضة على القنوات المحلية وضرورة توفير البيانات والمعلومات المطلوبة بالعربية جنبا إلى جنب مع اللغات الأخرى إلى جانب تشكيل لجنة عربية دولية مكونة من خبراء متخصصين تهدف إلى تجديد اللغة العربية وجعلها لغة للعلم والمعرفة وتطوير أساليب تعليمها بشكل عصري وهذا كله بهدف جعل الدولة في عام 2021 مركزا للتميز في اللغة العربية.

أما اهتمامات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالترجمة فتجيء تعبيرا عن إدراكه لأهميتها ودورها في بناء الهوية الحضارية .. وقد أسهمت إدارة إنتاج المعرفة في ” مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ” في نقل العديد من الأعمال الفكرية المكتوبة باللغات الحية إلى العربية.

ولا ينفصل عن تلك الاهتمامات إنشاء كلية الترجمة في الجامعة الأمريكية في دبي تحت مظلة ” كلية محمد بن راشد للإعلام ” التي تهدف لتخريج المترجمين الأكفياء من أجل تعزيز وضع الإمارات بوصفها مركزا حضاريا لترجمة العلوم والمعرفة وحركة التعريب في المنطقة.

وفي هذا السياق يجيء اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتعليم العربية للناطقين بغيرها من خلال توجيهه بإنشاء معهد علمي في “جامعة زايد” كي تتحول الإمارات إلى مركز عالمي رئيس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها .

وتعد ” جائزة محمد بن راشد للغة العربية ” بمثابة أرفع تقدير لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية أفرادا ومؤسسات وتندرج في سياق المبادرات التي أطلقها للنهوض باللغة العربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة وتسهيل تعلمها وتعليمها إضافة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتشجيع القائمين على نهضتها.

ولا بد من الإشارة إلى ” جائزة محمد بن راشد للمعرفة ” وهي جائزة سنوية متخصصة تقام ضمن فعاليات مؤتمر المعرفة السنوي وتقوم على تكريم أصحاب الإنجازات العالمية في مجالات المعرفة من أفراد أو هيئات ومؤسسات وتهدف الجائزة إلى تشجيع جميع المعنيين والعاملين في مجالات المعرفة الواسعة إلى بذل المزيد من الجهود وطرح المبادرات وإطلاق البرامج التي تخدم تطوير مسارات نقل ونشر المعرفة وتعزيز ثقافة اتخاذ المعرفة ركيزة للنماء والرخاء في العالم.

ومن بين مجالات المعرفة التي تطلع الجائزة بها تكريم أفضل الإنجازات في حقل تطوير الجامعات والمعاهد العليا وجهود البحث العلمي والاختراعات المبتكرة وتكنولوجيا الاتصالات والطباعة والنشر والتوثيق الورقي أو الإلكتروني وتطوير المحتوى باللغة الأم إضافة إلى الإنجازات كافة التي تحدث تغيرا إيجابيا في نشر المعرفة وتوطينها.

وفي إطار الحرص على الهوية الوطنية حث الشباب على قراءة تاريخ الإمارت والاطلاع على أهم الحضارات التي نشأت على أرضها وهي مبادرات تعزز الجهود الرامية للتعريف بالموروث الحضاري للإمارات وتوثيقه وصونه والحفاظ عليه وإتاحة الفرص أمام الشباب للاطلاع على مكوناته والتعمق في دراسته كونه يشكل جزءا من الهوية الوطنية. ولعل انعقاد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مطلع ديسمبر عام 2014 في قلعة الفجيرة التي تعتبر من أبرز الأدلة على عمر الدولة الضارب في جذور التاريخ الحضاري كان مثالا حيويا مشجعا على ذلك حيث قال “رسالتنا للأجيال الجديدة أن عمر الإمارات ليس 43 عاما فقط.. هذه القلعة مثلا هي جزء من تاريخ الإمارات وعمرها أكثر من 500 عام “.

ويأتي دعم سموه المتواصل لـ”جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم” في سياق الحفاظ على الهوية الحضارية وهي مؤسسة تعنى بخدمة كتاب الله الكريم من خلال مسابقات قرآنية وفعاليات وبرامج ذات صلة بتنشيط حفظ القرآن الكريم ونشر الثقافة القرآنية وتشجيع الناشئة للإقبال على هذا الكتاب الكريم والتعلق به والتثقف من علومه والالتزام به. وقد قامت الجائزة بكثير من هذه الأنشطة الدينية التي تصب في خدمة كتاب الله وعلومه الشريفة.

**********———-********** ** ثالثا – البعد المجتمعي .. أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجموعة من المبادرات التي تبين اهتمامه بالشرائح الاجتماعية كافة في المجتمع الإماراتي وسعيه للنهوض بها أولها ..الاهتمام بحقوق الطفل أو “قانون وديمة” الذي اعتمده مجلس الوزراء والذي جاء تتويجا للجهود التي بذلتها الدولة في مجال رعاية الطفل حيث يرى أن لجميع الأطفال الحق في حياة آمنة وبيئة مستقرة ورعاية دائمة وحماية من أية مخاطر أو انتهاكات موضحا أن مصلحة الطفل لا بد أن تكون مقدمة على أية مصلحة.

وقد أكد أن ” لكل طفل دون تمييز الحق في حياة آمنة ورعاية دائمة واستقرار نفسي وعاطفي.. ولن نتهاون مع أي شخص ينتهك براءة الأطفال أو حقوقهم”.

وضم القانون الذي سمي بقانون “وديمة” / 72 / مادة احتوت على حقوق الطفل كافة في ضوء المواثيق الدولية وأحكام الشريعة الإسلامية ومبادئ الدستور الإماراتي حيث ضم القانون الحقوق الأساسية والحقوق الأسرية والصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية للطفل إضافة إلى حق الطفل في الحماية وآليات توفير الحماية له. ويعد القانون إضافة حضارية للإنجازات المؤسسية والتشريعية في الدولة.

وثانيها رعاية الموهوبين والعمل على إطلاق العنان لطاقات الشباب وصناعة القيادات وتدريبها وتأهيلها ويتمثل ذلك في إطلاق عدد كبير من المبادرات والجوائز كإنشاء “اللجنة الوطنية للابتكار” التي أقرها مجلس الوزراء نهاية عام 2014 بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”.

ويشير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذا الصدد إلى أن “الابتكار هو سبيلنا نحو الأفضل.. وعليه يجب أن يكون الابتكار سمة أساسية وأداة في كافة جهودنا وأعمالنا من أجل الحفاظ على مكتسبات وطننا”. ويحرص على توفير بيئة ملائمة لتطوير مشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة وتمكين أصحابها من القيام بدور فاعل في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني والعمل على توفير الدعم الاستراتيجي والتشغيلي لهذه المشاريع وتعزيز مقدرتها التنافسية.

ثالثها .. حرص سموه في إطار سعيه لبناء الهوية الحضارية على الانفتاح على التجارب الحضارية العالمية ويمكن أن نشير هنا إلى فوز دولة الإمارات باستضافة ” معرض إكسبو الدولي 2020 ” في دبي الذي ينظم تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل “.

أما جوهر الحدث فهو تسهيل الحوار العالمي على أرض الواقع خلال المعرض لتجسيد معناه الحقيقي ومفهومه الأساسي المتمثل في “تواصل العقول وصنع المستقبل” وضمان الدمج السلس بين المفاهيم الفرعية الثلاثة التي يقوم عليها المعرض ويروج لها وهي ” الاستدامة والتنقل والفرص “.

رابعها .. ” التواصل الاجتماعي ” نظرا لاهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتواصل المجتمعي وتعزيز التفاعل وتشجيع التواصل الإيجابي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي ومن أجل التحفيز على التفكير الإبداعي لتطوير القطاعات المختلفة في المجتمع والإفادة من قنوات الإعلام الاجتماعي في زيادة الوعي بالقضايا التي تهم المجتمع العربي ونشر أفضل أساليب استخدام الشبكات الاجتماعية وتشجيع الاستخدام الأمثل والمسؤول لمواقع الإعلام الاجتماعي أطلق سموه في الـ / 15 / من شهر يونيو عام 2014 .. ” الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي” التي تسلط الضوء على أهم مبادرات الإعلام الاجتماعي في العالم العربي وهي جائزة سنوية تكرم الإبداعات الفردية والمؤسسية في مختلف القطاعات وعبر مختلف قنوات الإعلام الاجتماعي.

كما تم إطلاق “جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب” لمكافأة وتكريم رواد الأعمال المتميزين في الدولة وخلال السنوات القليلة الماضية تم تكريم العديد من ألمع رواد الأعمال الذين حظوا بهذه الجائزة الرفيعة تقديرا لإسهاماتهم تجاه المجتمع المحلي ولم يقتصر التكريم على تلك النخبة بل امتد ليشمل تكريم وتحفيز الأفراد والمؤسسات التي أسهمت في تطوير الأعمال في الدولة.

خامسها .. تكريم الرواد والبناة الأوائل خلال منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ميدالية “أوائل الإمارات” لـ 43 شخصية إماراتية ممن كان لهم السبق في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والعسكرية والرياضية وغيرها في الدولة إضافة إلى مجموعة من أبناء الإمارات المنجزين في مجالات الابتكارات والاختراعات والمبادرات المتميزة.

** رابعا – البعد الإنساني .. أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية “المدينة العالمية للخدمات الإنسانية” في دبي للفترة 2015-2021 والتي تتكون من أربع منصات هي “تواصل للإنسانية” و”ابتكر للإنسانية” و” بادر للإنسانية ” و” شارك للإنسانية “.

**********———-********** وأعرب عن سعادته بالجهود التي تبذلها المدينة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الدولية ذات العلاقة .. مؤكدا أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ستظل منبعا للخير والعطاء الإنساني الذي وصفه بإرث ” زايد الخير ” الذي ترك “طيب الله ثراه” لأبناء وبنات دولتنا العزيزة مدرسة ينهلون منها القيم والأخلاق الإنسانية النبيلة والمفهوم الحقيقي للعطاء دون منة ومد يد الخير لكل شعب شقيق أو صديق دون مقابل .. موضحا أن الاستراتيجية هي خارطة طريق محددة المعالم والأهداف والغايات وآلية العمل في المرحلة المقبلة التي تمتد حتى العام 2021.

** خامسا- البعد الإبداعي .. يتمتع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشاعرية عالية ويكشف شعره عن صلة عميقة بالموروث والرموز المحلية والعربية ويلمس نبض الناس وهمومهم. وقد كتبت عن شعره العديد من الدراسات التي بينت ما ينطوي عليه هذا الشعر من أصالة وقد أصدر عددا من الدواوين الشعرية كان آخرها مجموعة شعرية بعنوان “قصائد من الصحراء” ترجمت إلى الإنجليزية وبقيت على قائمة أفضل المبيعات مدة سنتين.

يذكر أن سموه أصدر كتابا بعنوان “رؤيتي: التحديات في سباق التميز” الذي أهداه إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

ويتحدث الكتاب عن رؤية سموه الخاصة بدبي وكيف استطاعت أن تسبق عصرها وتحرز إنجازات كبرى في مجالات بناء الإنسان والاقتصاد والعمران ويعرض المفاهيم والمواصفات والخصائص التي تتميز بها عملية التنمية في الدولة عموما ودبي على وجه التحديد ويعرض الكتاب لرؤيته المستقبلية التي تسعى لصنع أفضل الفرص التنموية الواعدة بالخير للإنسانية.

كما صدر كتاب آخر بعنوان “ومضات من فكر محمد بن راشد” تضمن إضاءات على مواضيع مختلفة في الإدارة والقيادة والتجارب الحياتية إلى جانب رسائل وآراء إنسانية صادرة عن تجربة ثرية.

ولعل الرسالة التي بعثها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الـ 21 من يناير 2015 إلى الوزراء والمسؤولين والموظفين الاتحاديين تجسد فكره القيادي الذي يرى في أولئك العاملين على اختلاف مستوياتهم فريق عمل متناغم لتحقيق استراتيجية الدولة .. ” في هذه اللحظة يعمل الآلاف منكم للعناية بأطفالنا أو الاهتمام بمرضانا أو تعليم أبنائنا أو الحفاظ على استقرارنا أو بناء اقتصادنا أو تسهيل حياتنا أو التخطيط لمستقبلنا..

أنتم الأبطال. أنتم بناة الإمارات”.

** سادسا – البعد المستقبلي .. ويعتبر سموه سباقا في محاكاة المستقبل بإطلاقه ” القمة الحكومية ” التي شهدت نسختها الأولى في فبراير 2013 الإعلان عن مبادرة ” الحكومة الذكية ” كمرحلة ما بعد ” الحكومة الإلكترونية ” بهدف توفير الخدمات الحكومية على الهواتف والأجهزة المتحركة للمتعاملين وبما يتوافق مع رؤيته في توفير الخدمات الحكومية وتسهيل وصولها للمتعاملين في أي مكان وزمان انطلاقا من قناعته التي لخصها بقوله “وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع. نعم. عملنا اليومي هو تحقيق السعادة للمجتمع”.

وسرعان ما تحولت هذه القمة إلى منصة عالمية سنوية لتلاقي صناع القرار والسياسات والخبراء والمهتمين بتحقيق تقدم نوعي في عمل الحكومات ووضع أسس ومعايير تقديم خدمات حكومية مبتكرة للوصول إلى الجيل الجديد من حكومات الغد التي تحقق تطلعات واحتياجات المواطنين.

وفي الإطار عينه أطلق سموه خلال القمة الحكومية “جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول” على المستويات الوطنية والعربية والعالمية وطلاب الجامعات في دولة الإمارات.

وقد أكد لاحقا ” أن الجائزة التي أطلقناها بدأت في تحقيق أهدافها في تسهيل حياة البشر واختصار أوقاتهم وخلق بيئة أفضل لهم لأداء أعمالهم” ..

مضيفا سموه ” إن هذه الجائزة تأتي ضمن جهود متواصلة لدولة لإمارات لمواكبة المتغيرات من حولها والاستفادة بأفضل طريقة من التغيرات التقنية الكبيرة التي تحدث كل يوم والغاية الكبرى من كل هذه المبادرات هي تحقيق السعادة لنا ولمجتمعاتنا”.

ولم يتوقف اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند الماضي والحاضر بل تعداه إلى الاهتمام العلمي بالمستقبل من خلال إطلاقه في شهر مارس 2015 مشروع “متحف المستقبل” الذي يضم مختبرات للابتكار ومتحفا دائما لاختراعات المستقبل.. فقد صارت الدراسات المستقبلية مدخلا لا غنى عنه في تطوير التخطيط الاستراتيجي القائم على التصورات المستقبلية حيث يجري إعداد سيناريوهات ابتكارية تزيد من كفاءة التخطيط الاستراتيجي وفاعليته.

ويتطلع سموه لأن يكون متحف المستقبل بيئة متكاملة لاختبار الأفكار وتطوير نماذج تطبيقية لها وتمويلها وتسويقها وبحيث يكون مفتوحا لجميع المبتكرين في المنطقة.

وقال في هذا الصدد .. ” إن متحف المستقبل سيقدم دورات بحثية متقدمة وسيكون مركزا للتنبؤ باتجاهات المستقبل في عالمنا وسنستقطب من خلاله أفضل العقول لتطوير مستقبلنا”.