أشاد معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بدولة الامارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة مثنيا على دورها الانساني على الساحة العالمية ودعمها للامم المتحدة ومؤسساتها .

و قال بان كي مون في تصريحات لوكالة انباء الامارات /وام/ على هامش القمة الحكومية بدبي “إن الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أقوى الدول الشريكة للأمم المتحدة.. وقد تكون دولة الإمارات بلد صغير ولكن لديها قلب كبير “.

وأعرب بان كي مون عن تقديره لجهود دولة الإمارات على صعيد تعزيز السلام والأمن في المنطقة منوها بدورها الهام والحيوي في دعم جهود الامم المتحدة ومساندة بعثاتها في العديد من الدول مثل اليمن وأفغانستان والصومال و في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأثنى على جهود دولة الامارات خاصة على صعيد المساعدات الإنسانية ..منوها بزيارته للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي هذا الصرح الانساني الذي يحتل موقعا استراتيجيا بالقرب من مطار آل مكتوم الدولي في دبي.وقال ” تعد المدينة مركزا لوجستيا هاما وحيويا والمساعدات الانسانية التي يتم تخزينها فيها حيث تصل الى ملايين المحتاجين في شتى بقاع العالم وبفضل الامكانيات اللوجستية الكبيرة يتم ارسال المساعدات الانسانية على وجه السرعة إلى المناطق المنكوبة مثل سوريا والعراق و أفعانستان وأفريقيا..وهذا الجهد يظهر جانبا من مساعي الامارات على الصعيد الانساني “.

وقال بان كي مون ” الإمارات العربية المتحدة كما أظن تحتل المرتبة الاولى عالميا في تقديم المساعدة الإنمائية الرسمية من حيث نسبة إجمالي الناتج المحلي.. ومساعداتها الانمائية تشكل 1.45 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي .. ونحن ممتنون كثيرا لذلك”.

و بخصوص القمة الحكومية 2015 التي افتتحت في دبي اليوم قال بان كي مون ” اتت القمة في الوقت المناسب جدا من حيث تعزيز الحكم الرشيد.. نحن في حاجة لحكومات مسؤولة وقادة صادقين..هذا هو ما تريده الشعوب حقا اهتمام القادة بهم والتعامل معهم بشفافية “.

و أضاف معاليه” دولة الإمارات هي دولة قدوة في كل شيىء واتمنى ان تسير على دربها الكثير من دول العالم وان تواكب ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة وما تواصل القيام به..فالامارات داعم كبير للاجئين السوريين و لسكان قطاع غزة و للكثيرين غيرهم في اكثر من بقعة في العالم ..فدعمها الدافئ والسخي ساهم بانقاذ الكثير من الارواح ومنح المحتاجين والمنكوبين الامل بغد افضل”.

وفي حديثه عن التحديات التي تواجه العالم والمنطقة وخاصة التطرف الديني العنيف أعرب الأمين العام عن قلقه حيال ذلك وقال” إن المزيد من الجهد والتعاون الدولي يجب أن يتم لمكافحة التطرف وتطويقه والمسؤولية تقع على الجميع قادة وشعوب ومجتمعات وافراد..و أشعر بقلق بالغ إزاء انتشار فكر الكراهية والعنف في جميع أنحاء العالم وخاصة الجرائم الوحشية التي يرتكبها ينظيم داعش الارهابي أنه أمر غير مقبول تماما “.

واضاف با كي مون ان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ينبغي أن يكونا موحدين ويظهرا تضامنهما لهزيمة الإرهاب والتطرف ..وبالتوازي مع اتخاذ الاجراءات العسكرية لمحاربة الارهاب والتطرف ينبغي أن ننظر إلى الأسباب الجذرية لهذه الظواهر السلبية المخيفة ولماذا تأثرت فئة من الشباب بفكر الكراهية والعنف والتوحش الذي يتبناه تنظيم داعش الارهابي.

وأشار السيد بان كي مون أنه لا بد من التفكير في كيفية تعزيز التسامح وتوطيد التقارب بين المعتقدات والأديان و احدى الطرق للقيام بذلك هي ان تولي الحكومات المزيد من الاهتمام لتطلعات شعوبها وخصوصا الشباب.. لا ينبغي تهميش الشباب بل ينبغي ان تدمج جميع فئات الناس في المجتمع.. من المهم جدا عدم اهمال افراد المجتمع او فئة منه فعدم الاكتراث بهم والاهتمام بقضاياهم واحتياجاتهم الملحة يوقعهم في فخاخ هذا النوع من التطرف والجماعات الارهابية المتطرفة.

وقال با كي مون “من خلال الأمم المتحدة نحاول توفير أدوات بناء القدرات بالنسبة لأولئك الناس الذين يعانون من الهجمات الإرهابية من خلال استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب.. و في الوقت نفسه نسعى بالتعاون مع الدول الاعضاء في الامم المتحدة لتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل من خلال العديد من المبادرات الهامة مثل منتدى حوار الأديان الذي اقيم في المملكة العربية السعودية.

واضاف الأمين العام للأمم المتحدة نحن بحاجة لتثقيف الناس حتى يتسنى لهم الحصول على فهم أفضل للقيم الإنسانية واحترام عقيدة ومعتقدات وتقاليد الآخرين وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الحكومات والمجتمعات المحلية وغيرها و سيتطلب هذا الامر استثمارا حكيما في التعليم ومناهجه والاهتمام بقادة التعليم والسياسة وعلماء الدين بشكل خاص.