دبي، الإمارات العربية المتحدة، 4 ديسمبر 2023 – نظمت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي بالتعاون مع وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة المؤتمر الأول للبلدان التي تستضيف مراكز إنسانية عالمية. وعُقد المؤتمر على هامش قمة كوب28 بهدف تعزيز الشراكات بين الدول المستضيفة للمراكز الإنسانية وإنشاء شبكة أمان قوية لمساعدة السكان المتضررين من الكوارث في مختلف أنحاء العالم.

وجمع المؤتمر قادة عالميين وجهات رائدة ملتزمة بتعزيز الجهود الإنسانية العالمية. وفي هذا الإطار، أكدت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة للتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، على ضرورة التعاون، مشيرةً “إلى أن هذا الاجتماع الحاسم يتطلب جهودًا مشتركة وتضامنًا عالميًا في كل جانب من جوانب العمل الإنساني.”

وشددت معالي ريم الهاشمي على أهمية بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية، حيث قالت إنه يقدّم المعلومات الضرورية حول المواد الإغاثية المتاحة ومكان تخزينها، مما يمكّن من استجابات سريعة وفورية وأضافت أن توسيع نطاق بنك اليانات يشكّل بالتالي أمراً أساسياً من أجل فاعلية واستدامة العمليات.”

ومن جهته، صرّح سعادة عبد الله الشيباني، متحدثًا نيابةً عن مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أن البلدان المضيفة كانت سبّاقة عندما روّجت للمفهوم المبتكر بالـ”البيت المشترك” من أجل الارتقاء بالتعاون. وأضاف سعادته: “يجب أن نكون جزءًا لا يتجزأ من هذه الشبكة: شبكة من المدن والمراكز التي ستصبح شبكة الأمان العالمية،” وذلك لخدمة الشعوب المتضررة بالكوارث. كما عبّر الشيباني عن أمله في أن يصبح هذا المؤتمر حدثًا سنويًا، يعزز الحوار والتقدم المستمر في الجهود الإنسانية.

وخلال الحدث، أكد ممثلو الدول المضيفة على أهمية المبادرات المشتركة والاستدامة البيئية في العمليات الإنسانية. وعليه أشارت جويس مسويا، مساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إلى الحاجة المتزايدة لعمل المراكز الإنسانية في ظل ارتفاع بنسبة 800٪ في الأزمات المتعلقة بالمناخ. وأكّدت مسويا قائلة: “يجب على العاملين في العمل الإنساني أن يتصدّروا الجهود ويقودوا من الأمام عندما يتعلق الأمر بالاستدامة البيئية.”

وشدّد خلال اللقاء ممثلون عن الدول والمراكز المعنية، ومن بينهم معالي الدكتور معاوية ردايده وزير البيئة الأردني، وسعادة بريشيلا براكاش من وزارة الخارجية الماليزية، ومعالي الوزير كارلو باطوري من إيطاليا، وسعادة ريبيكا بيريز من بنما، والسيدة بلانكا يانيز من وكالة التعاون الإسبانية (AECID)، وسعادة نائب القنصل تيرلامو نوربرت ويرنكار من القنصلية العامة للكاميرون في دبي، على أهمية النداء للتعاون والابتكار والممارسات البيئية في العمليات الإنسانية.

أمّا سعادة السفير جيرهارد بوتمان-كرامر، المراقب الدائم للجمعية البرلمانية للمتوسط في الأمم المتحدة – جنيف، والرئيس التنفيذي لمؤسسة ديهاد للإغاثة والتنمية المستدامة، فلفت خلال المؤتمر إلى الحاجة الملحة لسلسلة إنسانية مستدامة معلناً عن مبادرة مرتقبة بعد أيام ضمن جلسة  أخرى تنظمها أيضاً المدينة العالمية للخدمات الإنسانية وشركاؤها.

ويُعتبر المؤتمر خطوة هامة في التعاون في مجال العمل الإنساني، وهو خطوة أساسية في رؤية المدينة العالمية للخدمات الإنسانية نحو إنشاء شبكة أمان عالمية وذلك عبر التعاون بين المراكز الإنسانية بهدف توفير الإغاثة السريعة للسكان المتضررين من الكوارث.